السائلة: فاطمة
بدأت مشكلتي وهي الرهاب الاجتماعي من الصف السادس، صار لي موقف واعتقد هو اللي كان بداية ظهور أعراض المرض فيني.
تطور المرض لين ما صرت اخاف من اشيا وايد مثل طلعة مع ربعي ، امسك التليفون واطلب من مطعم، اسحب على عزيمة او مناسبه، ما اروح مكان بروحي، عادي ما اروح موعد الاسنان لاني خايفة بشكل مش طبيعي مو لاني خايفة من دكتور الاسنان لا بس خوف مجهول المصدر، وحتى مستواي الدراسي نزل وايد كنت متفوقة واحب الدراسة بس صارت درجاتي تنزل شوي شوي بس مش بشكل كبير ، حتى حياتي الاجتماعيه تأثرت وما صرت اجري اشيا جديدة واطور من نفسي.
جربت أعالج هالمشكلة بإني اتابع مستشارة فكليتي اللي ادرس فيها ونفع شوي ، بس كانت جلسات فضفضيه وكانت تعطيني حلول بسيطه، وقاعده اقرأ حاليا كتب عن هالموضوع.
الإجابة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله ابنتي الحبيبة فاطمة ومرحباً بك .
غاليتي ..قبل أن أجيبك عن علاج الرهاب الاجتماعي، أتمنى أن يكون التشخيص صحيحاً بمعنى أنك تم تشخيصك من قبل بناءً على ما تشعرين به من أعراض عند طبيب نفسي أو أخصائي نفسي وذلك ليكون ما سأذكره لك مناسباً لحالتك وتتمكني من الاستفادة منه بإذن الله. لأنك لم تذكري ما تشعري به من أعراض .
أما عن الرهاب الاجتماعي فهو أحد اضطرابات القلق والتي تتجسد بأعراض جسدية مزعجة عند لقاء الناس أو في التجمعات العائلية وأحيانا يختص بالغرباء أو ذوي المناصب فقط ..وفي كل الأحوال فإن تمكن الأعراض المزعجة منك والتي منها احمرار الوجه الرعشة التعرق التلعثم آلام البطن غصة الحلق سرعة دقات القلب والتنفس .. تجعلك تتجنبين الكثير من المواقف والأشخاص وتتسع دائرة العزلة كلما استجبت لذلك التجنب.
ويبدأ الحل بالمواجهة التدريجية لكل ما تتجنبيه وتكون في البداية مواجهة بالخيال كأن تتخيلي نفسك ذهبت لطبيبة الأسنان ومن الطبيعي أن تشعري بالتوتر والخوف وهذا المطلوب لأن مواجهتك للموقف في الخيال لمرات عديدة يسجل في عقلك اللا واعي على أنه تجربة حقيقية وبالتالي تكرارها يجعل من هذه المواجهة سهلة دون توتر كبير ويسهل عليك خوضها على الواقع والعمل على المواجهة الحقيقية لكسر دائرة الرهاب الاجتماعي واستعادة ثقتك بنفسك .
ومع المواجهة الحقيقية يلزمك أن تتحدثي لنفسك أنك قوية وتستطيعين المواجهة والخوف مع أخذ أنفاس عميقة وهادئة من الأنف وكتمها لبضع ثوان ثم إخراجها من الفم بهدوء وستلاحظين انخفاض الأعراض وشعورك بالتحسن والقدرة على المواجهة وكرري مواجهة كل المواقف التي تتجنبيها بنفس الطريقة .
إن ممارستك للاسترخاء التنفسي في مواقف القلق وتدربك عليه في المواقف العادية يحد من مخاوفك و يمنحك الهدوء والاسترخاء .كما أنه من المهم ممارستك للاسترخاء العضلي أيضاً وإن أحببت الاستماع لجلسات الاسترخاء المسجلة فهي مفيدة أيضاً لانخفاض القلق والتوتر.
ومن المهم أن تعلمي أن هذه الأعراض أنت من تشعرين بها ولا يدركها غيرك بنفس طريقتك ..لذا فلا تقلقي من نقدهم أو السخرية وكوني قوية وابدئي بالمواجهة من الآن.
دعواتي لك بالتوفيق.