السلام عليكم..
عندما كان عمري 13 سنة انتابتني نوبة صرع واحدة فقط، وقد شخصت أنها بسبب نقص حاد في الكالسيوم وآخرون فسروها بأنه مس من الجن والعياذ بالله لكن لم أذهب للرقية إطلاقا.
المهم هو أنني بعد هذه الحادثة أصبح ينتابني نوبات من الارتعاش غير الإرادي كل يوم وفي نفس الوقت وهذا لمدة عدة أشهر، وبمرور الوقت زالت و الحمد لله، لكن بعد ذلك صار ينتابني شعور أنني أرى الناس والعالم لأول مرة وأحس كأنني أطير في الهواء حتى يصل بي الأمر بأن أحس أنني سوف يغمى علي أو أموت. وتأتيني هذه الحالة تقريبا كل يوم أكثر من مرة وتستمر بضع دقائق إلى نصف ساعة أو ساعة ويزداد الأمر سوءا عندما أكون في الشارع فأخشى أن يغمى علي وتتسارع دقات قلبي جدا إلى أن يصل بي الأمر أحيانا إلى عدم قدرتي على إكمال الطريق فأجلس أو أعود للبيت وأحيانا أنقل إلى المستشفى في سيارة الإسعاف من الشارع. والغريب في الأمر هو أنني قمت بعدة تحاليل شاملة ولم يظهر أي نتيجة غير عادية، فما يمكن أن يكون ما أعاني منه فلقد صار ينغص علي حياتي خاصة مع أولادي وزوجي الذي صار يمنعني من الخروج وحدي خوفا علي وعلى الأولاد.
وشكرا
الأخت الفاضلة Om Taim
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تحية عطرة وبعد…
بداية أحمد الله على سلامتك وعافيتك من نوبة الصرع وأتمنى لك السلامة الدائمة وأحب أن أطمئنك أن حالتك الآن لا علاقة لها بنوبة الصرع التي مررت بها سابقاً.
إن الأعراض التي ذكرت هي ما تسمى بـ “نوبات الذعر أو الهلع” وهي أن يشعر الشخص في مكان معين أو أي مكان بخوف من إحدى هذه الأمور (الموت – الإغماء – الجنون – فقدان الوعي أو السيطرة على النفس) وبالتالي تتسارع ضربات قلبك، يتعرق، يشعر بدوار مع برودة أو حرارة في الأطراف وجفاف في الحلق، ألم بالصدر، كل هذا مع عدم وجود علة جسدية فهذه عبارة عن أعراض لنوبات ذعر قد تتكرر مرة أو عدة مرات خلال الأسبوع أو اليوم وقد تزداد في أماكن معينة مما تمنع الشخص من ممارسة حياته العادية فيمتنع عن الخروج أو العمل (وذلك إذا كان مصحوباً برهاب الساحة) يعني الخوف من الخروج في الأماكن الواسعة أو المزدحمة وهذه الحالة منتشرة وبسيطة في نفس الوقت فلا داعي للقلق والتوتر بل إن التوتر والقلق هما اللذان يزيدان الأمر سوءًا حيث إن هذا المرض يدور في حلقة مفرغة.
خوف وتوتر ← وبالتالي شعور بالأعراض المزعجة ← أفكار سلبية وتخيلات سيئة وهمية(من المذكورات سابقاً كالموت) ← خوف وتوتر من جديد
فعليك أختي كسر الحلقة واعلمي أن هذه الأعراض لا تضرك بإذن الله فهي أعراض فسيولوجية نتيجة للخوف والتوتر لا لعلة جسدية وهذا ما أكدته في رسالتك عندما قمت بالفحوصات اللازمة والآن أنت بحاجة إلى بعض النصائح للتغلب على حالتك:
بالرغم من أن الأعراض مزعجة إلا أنها غير ضارة إطلاقاً ولا تسبب أياً مما تخافينه لا الموت ولا الإغماء فلذلك عليك بمقاومتها عن طريق الآتي:
1. أخذ أنفاس ببطء وانتظام في فترة النوبة لمدة ثلاث دقائق على الأقل لأن تنظيم النفس يساعد على دخول الأكسجين للجسم بكمية مناسبة فبالتالي يقلل من الأعراض الجسدية فتنكسر الحلقة تدريجياً ، ولكن التحكم في النفس أثناء النوبة ليس سهلاً لذلك عليك التدرب عليه قبل مجيء النوبة حتى تتمكني من أخذ الأنفاس أثناءها.
2. التجاهل والإلهاء ، عليك أن تقومي بإلهاء عقلك أثناء النوبة لتقطعي الصور والأفكار السلبية وبالتالي تقضي على الخوف عن طريق التفكير في وقتك الحاضر أو في شيء يمكن حله بعيداً عن التفكير في النوبة وما يحدث فيها.
3. الإلهاء الجسدي: اشغلي نفسك وجسمك بعمل شيء ما أثناء النوبة كالتقليب بالهاتف النقال مثلاً أو ممارسة تمرين رياضي حتى تقطعي حلقة التفكير السلبي وتنظمي عملية التنفس لديك.
4. تجنبي الهرب من المكان الذي تداهمك فيه النوبة وعليك بتحدي نفسك بالبقاء فيه لتعلمي أنه لن تضرك تلك الأعراض شيئاً,وكذلك حاولي الخروج للاماكن العامة أو الأماكن التي تشعري بها بالنوبة على أن تكون البداية بصحبة الزوج أو الصديقة للاطمئنان فقط ومن ثم تتدرجي للخروج وحدك.
عند تطبيقك ما سبق والنجاح فيها ستجدي أن مخاوفك ما هي إلا وهم لا يمكن أن يتحقق وبالتالي استجابتك ستكون فعالة وفورية لوقف النوبة.
كما أن تسجيلك للحالة المزاجية اليومية تساعدك للتغلب على الأفكار المزعجة كالتالي:
عندما تشعري بقلق أكتبي الأفكار السلبية التي تجعلك مرعوبة وتعرفي على التشوهات في هذه الأفكار، عندما تستبدليها بأفكار أكثر إيجابية وواقعية، غالباً ما تتنحى مخاوفك.
أفكار أكثر واقعية، أفكار غير واقعية أو غير نافعة
لقد كانت لدى مثل هذه المشاعر من قبل عدة مرات وأنا لا أزال هنا سوف أصاب بذبحة صدرية
إن الأشخاص الذين يصابون بنوبات الهلع من غير المحتمل أن يغمى عليهم. أنا لم يغم علىّ من قبل سوف يغمى علىّ
لدى خبرة بهذه المشاعر التي هي عبارة عن هلع وليست جنون سوف أجن
لقد أصبت بالهلع من قبل عدة مرات ولم أمت أو أفقد وعيي سوف أفقد الوعي أو أمت
بعد ذلك اسألي نفسك: ” كم سيساعدك القلق والتنبؤ بالكوارث؟، وكم سيؤذيك؟”.
اعملي قائمة بالمميزات والعيوب ووازني كل منها مقابل الأخرى، بعد ذلك اعملي قائمة بمميزات وعيوب التفكير بإيجابية، وتخيلي أن الأمور ستتحول للأحسن.
واسألي نفسك مجددا
هل تريدي أن تكوني مشغولة بهذا الخوف لدرجة تفقدك الحرية في أن تغادري منزلك؟!
وما هي المميزات والعيوب في أن تكون ملازمة للمنزل؟
أكبر ميزة في الجلوس في المنزل هو أن تكوني في أمان، والعيب هنا أنك ستفقدين الحرية، عليك أن تفكري في ذلك جيداً، وأن تختاري وإلا ستكونين في عزلة مع نفسك ، إذا ما قررت أن تتركي المنزل وتواجهي مخاوفك اسألي نفسك
ما هي مميزات وعيوب القلق المستمر عندما تكوني خارج المنزل؟
عليك أن تسألي نفسك إذا ما كان القلق والهلع سيمنع شيئا ما فظيع من الحدوث ؟!
واعلمي أخيتي أن أكثر ما تحتاجين إليه هو الصبر والتدرب على الهدوء والاسترخاء
وختاماً، إن شعرت أنك غير قادرة على السيطرة على نفسك أثناء النوبة أو تطبيق ما ذكرت فعليك بمراجعة طبيب لتحصلي على العلاج الطبي اللازم بالإضافة إلى العلاج السلوكي السابق.
أسأل الله لك التوفيق.
المصدر لها أون لاين
http://v.ht/w1cx