السائلة: مروى
السلام عليكم
كنت أتناول الطعام وشرقت بلقمة وانقطع نفسي وأحسست بالموت وبعدها بفترة بدأت تأتينني أعراض ألم بالصدر خفقان نشفان بالحلق غصة وتأتيني أعراض تشبه النوبة القلبية ذهبت اكتر من مرة للمشفى ويقولون سليم ذهبت إلى طبيبي قلب وراقب قلبي بجهاز الهولتر والنتيجة عندي سرعة بضربات القلب أي خلل بكهرباء القلب بسيط وأعطاني دواء اقوى من الاندرال لمدة ثلاث شهور خف الخفقان لكن أعراض الضيقة والم الصدر لم تذهب افكر بالموت دائما حزن شديد والحلوس لوحدي عصبية فقدت طعم الحياة بعد الذهاب للطبيب أخبرني أن أوقف الدواء تدريجياً وأن الهي نفسي ولا أفكر بها وتحسنت حالتي قليلا لكن غصة الحلق وضيق النفس وألام بالمنطقة العلوية من البطن جهة اليسار والإحساس بالاختناق لا يفارقني وتجشؤ من المعدة والإحساس بالطعام بحلقي واحيانا استيقظ من نومي وكان نفسي انقطع اخرج من الغرفة مذعورة وهذه الأعراض تزعجني والي الآن لا احس بطعم الحياة وكان الزمن توقف عندي وكل الأطباء قالوا قلبي سليم لكن عندي خمول بالغدة واخذ دواء ثيروكسين عيار 75وازداد وزني 90 كيلو وطولي 163مللت من حالتي وانا أم لأربع أطفال كرهت الحياة ولا احب الخروج من البيت لدرجة إنني أهملت نفسي كثيرا آسفة على رسالتي الطويلة لأني مللت من حالتي أرجوكم اعذروني وأتمنى أن اعرف الحل من عندكم ولكم تحياتي وتقديري
الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أختي الفاضلة مروى.. ومرحباً بك.
أختي الحبيبة.. أتفهم جيداً حجم معاناتك وانزعاجك وأسأل الله لك الشفاء العاجل..
لكن ما أود توضيحه هو أنه رغم أن مشكلتك مزعجة بشكل كبير لك بما فيها من أعراض مزعجة وكذلك إعاقة عن ممارسة حياتك بشكل طبيعي كمنعك من الخروج من البيت.. لكنها مشكلة سهلة العلاج والسيطرة عليها إن شاء الله.
ويمكنك السيطرة عليها بالتدرب على بعض التقنيات في العلاج المعرفي السلوكي والذي يعمل على تعديل مفهومك تجاه ما تشعرين به من أعراض وكذلك يساهم في السيطرة على القلق والتوتر الذي يتسبب لك بكل هذه المشكلة.
فمشكلتك عزيزتي تندرج تحت اضطرابات القلق وتُسمى بنوبات الهلع والتي ذكرت بعض أعراضها كسرعة دقات القلب وكذلك سرعة التنفس نتيجة الإحساس بالاختناق مع الشعور بغصة بالحلق وهبات السخونة والصداع والارتجاف وبرودة الأطراف والخوف من الموت أو فقدان السيطرة ..والكثير من الأعراض المزعجة التي تأتي بشكل مفاجئ وتسبب لك الخوف والترقب للنوبة القادمة وما سيحدث فيها مما يجعلك تنشغلين بالتفكير بالأعراض الجسدية وتزيدي من تركيزك على ما تشعرين به وهو بدوره يزيد من خوفك وقلقك وبالتالي تأتي النوبة الهلعة من جديد ..فالخوف والقلق هما المتسببان في مجيئها وتكرار حدوثها وطول مدتها.
والحل يبدأ من سيطرتك على القلق خاصة أنك قد زرت المشفى وأكد لك الأطباء سلامتك الجسدية بالتالي من المهم أن تكوني على قناعة كاملة بأن ما تشعري به من أعراض هي مجرد قلق لا يسبب لك أي ضرر ولا يتسبب بفقدان السيطرة أو الموت أو أي من الأفكار السلبية التي قد تراودك ..ولتتأكدي من ذلك جربي بنفسك بأن تجلبي الأعراض إما بالتركيز على دقات قلبك أو بأن تتنفسي بسرعة لمدة دقيقتين من الأنف والفم وعندها ستشعرين ببداية نوبة الهلع وعندها حاولي تنظيم تنفسك بأن يكون من الأنف بشكل هادئ وإخراج الزفير من الفم بهدوء مع التشاغل عن التفكير بالأعراض الجسدية كأن تفكري بكل ما هو حولك أو تنشغلي بهاتفك أو تتخيلي نفسك في مكان مريح على البحر مثلاً ..
وهذه التجربة هدفها تصحيح الأفكار السلبية تجاه الأعراض الجسدية المزعجة فأنت من يستطيع جلبها وكذلك أنت من تستطيعين السيطرة عليها فالتحكم بيدك ..وبالتالي ستصبحين أكثر طمأنينة وهدوء لأنك على يقين أنها مجرد أعراض عابرة لا تسبب أي أذى.. كما أنها ستمضي فجأة كما جاءت فجأة فقط تشاغلي عنها ونظمي إيقاع تنفسك.. وتأكدي أنك كلما كنت قوية في مواجهتها وتحدي الأعراض بل وانتظار مجيئها لتتغلبي عليها كلما تباعدت وتخلصت منها.
كما أنه من المهم ممارستك للاسترخاء بشكل يومي ولأكثر من مرة في اليوم أو الاستماع لجلسات الاسترخاء المسجلة وذلك للحد من الضغوط والتوتر اللذان يتسببان في تكرار نوبات الهلع.. مع التزامك الطعام الصحي والابتعاد قدر الإمكان عن المنبهات وما فيه كافيين حتى لا تعمل على تحفيز مجيء نوبات هلع أخرى.
وابدئي بالتدريج بمواجهة مخاوفك والخروج من البيت في البداية بمرافقة أحد المقربين ثم الخروج بالتدريج وحدك لتستعيدي حياتك الطبيعية بالتدريج.
دعواتي لك بالشفاء العاجل.